اذا كانت دماؤنا حمراء، فلماذا تبدو الأوعية زرقاء؟

اذا كانت دماؤنا حمراء، فلماذا تبدو الأوعية زرقاء؟

يحتاج كل جزء من جسمنا إلى الدم. وتسمى حركة الدم من القلب إلى جميع أنحاء الجسم بالدورة الدموية. يتحرك الدم عبر ثلاثة أنواع من الأوعية الدموية : الشرايين، والأوردة، والشعيرات الدموية. وكلنا يعرف أن الشرايين تنقل الدم المؤكسد، والأوردة تحمل الدم غير المؤكسد، بينما تعتبر الشعيرات الدموية المسؤولة عن تبادل الهواء و الغذاء بين الدم و الخلايا وأخذ ما لا تحتاجه من غازات وفضلات.

يعتقد البعض أن الشرايين لونها احمر لأنها تحمل الدم المؤكسد ( الغني بالأوكسجين ) بينما تظهر الأوردة زرقاء لأن الدم غير المؤكسد الذي تحمله يميل للون الأزرق.

لكن هذا غير صحيح طبعاً !، الدم لونه أحمر سواء كان غنياً بالاوكسجين أم لا.

الأمر وما فيه أن الدم المؤكسد يظهر أفتح من الدم غير المؤكسد.

لكن المشكلة ما زالت كما هي؛ لماذا تبدو عروقنا زرقاء رغم انها تحمل دماً لونه احمر؟

يفسر العلماء الأمر من عدة زوايا، لكن الأمر يعتمد كلياً على الضوء.

ترى عين الانسان الاشياء بالاعتماد على الطول الموجي لموجة الضوء التي يتم عكسها إلى أعيننا، وهذا يعني أن الأوردة تبدو لنا زرقاء لأنها تعكس اللون الأزرق.

لكن، لمـــــــــــاذا؟

يتيمز اللون الأزرق من الضوء المرئي ( لا تنسوا ان الضوء الابيض القادم من الشمس هو مزيج من ألوان الطيف جميعاً ) بعدم قدرته على اختراق أنسجة الجسم بعكس الضوء الاحمر الذي يستطيع ذلك بكفاءة أكبر، وكنتيجة لهذا فإن الاوردة القريبة من سطح الجلد ستميل إلى عكس اللون الأزرق أكثر. ولأن الاوردة تحمل دماً غامق اللون فقيراً بالاوكسجين فإنها ستميل إلى امتصاص الضوء الاحمر أكثر، أي ستعكس الأزرق أكثر بالمثل.

يعتقد العلماء أيضاً أن الضوء الازرق يميل إلى التشتت والانعكاس بسهولة أكبر عندما يمر عبر الانسجة السطحية لجسم الانسان؛ وهذا يساهم في رؤيتنا الاوردة باللون الأزرق على الرغم من أنها تحمل دماً احمر اللون.