لماذا يصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو إلى ذروته في شهر أيار ( مايو )؟
عندما سئل تيم لوكر Tim Luecker عن تفسيره - وبعبارة واحدة - وصول تركيز ثاني اكسيد الكربون CO2 إلى أعلى مستوياته في أيار من كل عام، قال : " يأتي الربيع إلى سيبيريا في أيار ".
حتى نفهم الفكرة علينا أن نتحدث أولاً عن منحنى كيلنغ Keeling Curve.

في المنحنى السنوي وكما يظهر في الرسم المجاور يصل تركيز CO2 في الجو إلى ذروته في شهر أيار ( مايو ).
لكن، لماذا؟
عندما يأتي الربيع…

في فصل أيار تكون هذه النقطة الحرجة التي يتغير فيها الإيقاع؛ عندما تتواصل عمليات التحلل واطلاق غاز ثاني اكسيد الكربون إلى الجو ثم تأتي عمليات البناء الضوئي مع نمو الأوراق المتسارع لتأخذ الزمام وتخفّض تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون في الهواء ثانية.
قد يتساءل أحدهم: عندما يأتي الربيع في نصف الكرة الشمالي يكون الشتاء قد حل في النصف الجنوبي، فلماذا لا تلغي احدى العمليتين ( التحلل والبناء الضوئي ) الأخرى؟
يأتي الجواب سهلاً وبسيطاً :ان عملية المزج بين هوائي النصفين الشمالي والجنوبي عملية بطيئة للغاية، تحتاج عاماً على الأقل، ولا يتجاوز زمن الخلط هذا بضع أسابيع إلى شهر على الأكثر. لذا لا تؤخذ هذه الاعتبارات في القياس. ولأن نصف الكرة الشمالي تغطي معظمه اليابسة، والغابات في سيبيريا، ونصفه الجنوبي يغطيه المحيط فإن القراءات في مونالو ( وهو المرصد الذي اعتمده كيلينغ في هاواي ) لن تتأثر على الأغلب.

وهذا لا يعني أن سيبيريا وحدها المسؤولة عن ارتفاع تركيز ثاني اكسيد الكربون، لكنها مهمة للغاية ففيها أكبر مساحات من الغابات الشمالية المعتدلة والمسؤولة عن دفع الدورات الموسمية.
اذن، عندما يبدأ شهر أيار وتبدأ الغابات في انبات أول أوراقها يكون تركيز ثاني اكسيد الكربون قد وصل الى ذروته.
0 Comments