صخور (لوجان) أو الصخور المتوازنة والمهتزة..كيف أنجبتها الطبيعة؟
الصخور المتوازنة، الصخور المهتزة، صخور لوجان كما يحلو لبعض الانجليز تسميتها..ما هي، وكيف تكونت، وما أصل هذه التسمية الغريبة؟
ببساطة، الصخور المتوازنة - صخور لوجان Logan Stones - هي تركيب جيولوجي غريب، نجد فيه صخرة متوازنة على صخرة أخرى وتكفي قوة بسيطة - تختلف باختلاف حجم الحجر المعلق العلوي - لجعلها تتحرك ذهاباً وإياباً.
قبل أن نتحدث عن أصل التكوين الجيولوجي، دعونا نعد إلى أصل التسمية.
قبل أن يتبين العلماء سبب التكوين العلمي لهذا التركيب في القرن التاسع عشر، كان الاعتقد السائد أن هذا التركيب الجيولوجي هو بناءٌ قام به كهنة وسحرة إلدرويد القدماء التابعين لديانة السلت المعروفة. ولغرابة هذا التركيب الجيولوجي فقد نُسبت إليه الكثير من القوى الخارقة وفوق الطبيعية خاصة فيما يتعلق بالسحر والساحرات.
كان يقال أن بعض هذه الصخور لا تتحرك إلا في منتصف الليل عند اجتماع الساحرات حولها، وبعض الناس في القرون الوسطى كانوا يعتقدون أنه إذا دققت هذه الصخور تسع مرات فإنك ستتحول إلى ساحر. إحدى هذه الاساطير المدونة أدبياً - تقول ان هناك عملاقاً قد حمل احد هذه الجلاميد ووضعه بتلك الطريقة حتى يهتز تحته لينام.
كلمة لوجان Logan هي كلمة غريبة على اللغة الانجليزية وأصلها غير محدد بدقة، يُظن أن أصلها هو كلمة Log بمعنى (يهز)، بينما يعتقد البعض أن للكلمة أصولاً دانيماركية من كلمة Lorge بمعنى ( يهز ذيله ).
لكن، ما سبب اهتزاز هذه الصخور؟ ما أصل تكوينها؟
هناك عدة نظريات لتفسير أصل هذا التركيب الجيولوجي الغريب؛ أحد هذه النظريات يفترض أن صخور الأرض تعرضت لعمليات تجوية وتعرية بفعل الرياح ومياه الامطار، وبسبب اختلاف كثافة وصلابة طبقات الصخور فإن طبقات الصخور الأدنى - الاقل كثافة وصلابة - تتعرض للنحت أكثر من طبقات الصخور العلوية، مما يُبقي عنقا صغيراً من الصخور لا يلبث ان ينفصل ويتعلق فوق الصخرة الأصلية وتكفي أي قوة بسيطة خارجية لتحريكه وجعله يهتز.
احدى النظريات تشرح علاقة الانهار الجليدية بالصخور المتوازنة.
كانت الكثير من الجبال المعروفة محاطة ومغطاة بالانهار والجداول الجليدية، وعملت هذه الانهار على صقل وتدوير صخور هذه الجبال، ومع مرور الوقت اضمحلت هذه الانهار تاركةً وراءها مئات البرك والبحيرات. وتعتبر صخور اللوجان افرازاً طبيعياً لما كانت تقوم به الانهار الجليدية من تجوية وتعرية لصخور الجبال، وفي بعض الحالات فإن الانهار الجليدية كانت السبب في (حمل) هذه الصخور من مكانها ثم تركها معلقة فوق صخور أخرى في وضع متوازن قبل أن تجف تاركةً وراءها هذا التركيب الجيولوجي الغريب.
بعض النظريات الأخرى المتعلقة بالصخور الهزازة الجرانيتية تتحدث عن عمليات تجوية معينة ( رياح، امطار، صقيع) لصخور الجرانيت، استمرت حتى مرحلة تم فيها فصل بعض الصخور عن الصخرة الأم وأصبحت اي قوة - حتى قوة شخص واحد بالغ - قادرة على هزها وتحريكها حركة الارجوحة الشهيرة.
لكن هذا لا يعني ان كل هذه الصخور التي نراها معلقة هنا وهناك هي من صنع الطبيعة، هناك شواهد تاريخية كثيرة على تدخل الانسان بتحريك بعض الصخور ونقلها من مكان إلى آخر.
0 Comments